وأشار رئيس الجالية المصرية بجدة، إلى أن الرئيس السيسي حرص على الجمع بين عرض الحقائق الفنية الدقيقة حول ندرة المياه في مصر، وبين التحليل الاستراتيجي العميق لآثار التغيرات المناخية وسوء الإدارة المائية في عدد من الدول، ليضع أمام المجتمع الدولي خريطة طريق واضحة لإدارة هذا المورد الحيوي عبر التعاون لا الصراع، فضلا عن إبراز أن مصر شريك فاعل في بناء قدرات الدول الإفريقية، من خلال تنفيذ مشروعات تنموية في دول حوض النيل، وتوفير التدريب والدعم الفني، وإطلاق مبادرات واقعية خلال قمة المناخ بشرم الشيخ.
وأكد "الحفناوي"، أن كلمة الرئيس عكست ثقة مصر في دبلوماسيتها الهادئة التي اتبعتها على مدار أكثر من عقد من الزمن في ملف سد النهضة، مع تمسكها في الوقت ذاته بحقها المشروع في اتخاذ كل ما يلزم لحماية أمنها المائي، وهو ما تجلى في التحذير الصريح من استمرار الإدارة غير المنضبطة للسد الإثيوبي، والتي سببت بالفعل أضراراً لدولتي المصب.
وأكد المهندس ياسر الحفناوي، أن الخطاب تضمن رسائل طمأنة للمصريين في الداخل والخارج بأن الدولة تملك رؤية شاملة للتعامل مع أزمات المياه، سواء عبر مشروعات إعادة الاستخدام، أو تطوير نظم الري، أو تطبيق الإدارة الذكية للموارد، مشددا على أن مصر تقدم للعالم نموذجا للدولة المسؤولة التي تدير أزماتها بعقلانية، وتضع مصلحة الإنسان قبل أي حسابات سياسية، لتبقى بحق "هبة النيل" وصاحبة الرسالة الأصدق في الدفاع عن حق الشعوب في الحياة.